-->

انزيم صناعي لعلاج السيلياك أو الداء البطني؟ البيولوجيا التخليقية والسيلياك

انزيم صناعي لعلاج السيلياك أو الداء البطني؟ البيولوجيا التخليقية والسيلياك

    انزيم صناعي لعلاج السيلياك أو الداء البطني؟ البيولوجيا التخليقية والسيلياك




    مرض السيلياك أو حساسية القمح


    يحدث مرض السيلياك "حساسية القمح "بسبب خلل في استجابة الجهاز المناعيّ للغلوتين،
     هذا البروتين الذي يتواجد في الأطعمة التي تحوي دقيق القمح والشعير، والمُصابون بمرض السيلياك 
    يعانون من أعراض لها علاقة بالجهاز الهضميّ واعراض أخرى تشمل مناطق مختلفة من الجسم،
     في مرضى السيلياك يدخل الغلوتين الأمعاء وهو مهضوم بشكل جزئيّ، 
    جزيئات الغلوتين هذه تستحثّ جهاز المناعة وينتج عن ذلك التهابات
     وينتج عن ذلك الإصابة بالإسهال وأعراض أخرى متعلقة بمرض السيلياك أو حساسية القمح.

    البيولوجيا التخليقية ومرض السيلياك


    نتحدث في هذا الموضوع عن علم حديث لم يمضي على وجوده سوى بضع سنوات قليلة 
    وهو علم البيولوجيا التخليقية synthetic biology 
    علم يهدف لتكوين جزيئات بيولوجية جيدة كليّة بل يهدف الى تخليق أنظمة حيوية كاملة.

    فكرة هذه الطريقة الجديدة في علاج مرض السيلياك هي كالتالي:


    تظهر اعراض الإصابة بمرض السيلياك بسبب عدم قدرة الجسم على هضم الغلوتين بشكل كامل مما يؤدي الى تحفيز جهاز المناعة وحدوث الاعراض.
     إذاً ماذا عن تناول انزيم عبر الفمّ يعمل على هضم جزيئات الغلوتين غير مكتملة الهضم التي تسبب أعراض مرض السيلياك؟ 
    تعتمد هذه الفكرة على تناول مريض السيلياك لإنزيم عبر الفمّ، ذلك الانزيم يشبه انزيمًا طبيعيًا يتواجد داخل الأمعاء
     لكن هذا الانزيم له القدرة على تكسير جزيئات الغلوتين التي تسبب مشاكل مرض السيلياك.

    يقول العلماء أنه إذا تمّ تناول هذا الانزيم قبل تناول الطعام سيتمكن من تتبع جزيئات الغلوتين التي لم تُهضَم بشكل كامل
     ويعمل على تكسيرها تماماً قبل ان تسبب حدوث أعراض مرض السيلياك.
     هذه هي النظرية التي يريد العلماء تطبيقها. نظرية رائعة لكن تطبيقها ليس سهلًا.
     لماذا يصعب تطبيق هذه النظرية لعلاج مرض سيلياك؟

    ذلك لأنّه يصعب أن تتواجد انزيمات داخل معدة البشر وتعمل بشكل تامّ. 
    كل ما يبتلعه البشر يمرّ أولا بحمض المعدة الحارق الذي يهضم أغلب ما تقم ببلعه.
    والانزيمات هي جزيئات من البروتين في الأساس، وغالبية البروتينات تُهضَم في المعدة. 
    لذا يجد العلماء صعوبة في توصيل الانزيم لمكانه حتى يعمل على هضم الغلوتين،
     قبل أن يستحثّ جهاز المناعة وتحدث الالتهابات.
    لذا إيجاد انزيم طبيعيّ يفعل هذا أمر يصعب تحقيقه، وهنا يأتي دور البيولوجيا التخليقية.


    يقوم العلماء بتخليق انزيم يتحمل درجة حموضة المعدة ويستهدف هضم الغلوتين في نفس الوقت.

    تمّ عمل بعض التجارب على بعض الانزيمات المُخلّقة وحقق بعضها نجاحاً.
    أحد أهم الانزيمات المُخلّقة التي حققت نجاحاً في تجارب هضم الغلوتين 
    كان انزيم يُدعى " KumaMax ““كوما ماكس" انزيم اسمه مُشتق من الانزيم الاساسيّ 
    المُسمّى " kumamolisin " كومامولوزين".

    بعد عدّة سنوات من العمل المضنى في تخليق البروتينات وإعادة التجارب عليها
    اتّجه العلماء للخطوة التالية وهي العمل على تصنيع الدواء فعلاً.

    في عام 2017 أُجريت أول تجارب فعلية كمرحلة أولى وذلك بواسطة جامعة واشنطن University of Washington
    وحققت نجاحاً.
     وفي عام 2019 سيبدأ العمل الفعليّ على تنفيذ التجارب السريرية على مرضى حقيقين يعانون من مرض السيلياك. 
    نأمل أن تتغيّر حياة مرضى السيلياك للأفضل باستخدام علوم البيولوجيا التخليقية.



    إرسال تعليق